يشهد مجال الواقع الافتراضي والواقع المعزز تطورات متسارعة في الآونة الأخيرة، حيث ظهرت تقنيات جديدة ومتطورة توفر تجارب أكثر واقعية وغامرة للمستخدمين. ومن بين هذه التقنيات الناشئة ما يعرف بـ "الواقع الافتراضي المتراكم" أو Accumulated Reality.
فما هي تقنية الواقع الافتراضي المتراكم؟ وما الجديد الذي تقدمه؟ وما أبرز مميزاتها وتطبيقاتها المستقبلية؟ سنجيب عن كل هذه الأسئلة في هذا المقال.
تعريف الواقع الافتراضي المتراكم:
الواقع الافتراضي المتراكم هو مصطلح يشير إلى تقنية جديدة تسمح بدمج البيانات والمعلومات من العالم الحقيقي في بيئة الواقع الافتراضي أو المعزز، مما يوفر تجربة أكثر واقعية وتفاعلية.
ويعتمد هذا النوع من الواقع الافتراضي على جمع البيانات والصور ومقاطع الفيديو من البيئة المحيطة بالمستخدم، ثم دمجها في الوقت الحقيقي مع المحتوى الافتراضي داخل بيئة الواقع الافتراضي أو المعزز.
ويتيح ذلك للمستخدم مشاهدة المحتوى الافتراضي المضاف كجزء متكامل من بيئته الحقيقية، بشكل سلس وواقعي إلى حد كبير، مما يعمق من تجربة الواقع الافتراضي ويجعلها أكثر إقناعًا.
مميزات الواقع الافتراضي المتراكم:
يتميز الواقع الافتراضي المتراكم بعدد من المزايا التي تجعله ثورة حقيقية في عالم تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، من أبرز هذه المميزات:
1- الواقعية العالية: حيث يوفر مستوى عالٍ من الواقعية في إظهار وتفاعل المحتوى الافتراضي، بفضل دمج البيئة المحيطة الحقيقية.
2- التفاعلية: تتيح تقنية الواقع المتراكم للمستخدم التفاعل مع المحتوى الرقمي بشكل طبيعي وسلس، باستخدام حركات الجسم واليدين مثل اللمس والتحريك وغيرها.
3- الاستجابة الديناميكية: حيث يستجيب المحتوى الافتراضي بشكل ديناميكي للتغيرات التي تحدث في البيئة المحيطة بالمستخدم، مما يوفر تجربة أكثر تفاعلية وواقعية.
4- سهولة التنقل: يسهل تنقل المستخدم والتحرك في البيئة الافتراضية المتراكمة دون الحاجة إلى أجهزة تتبع معقدة، لأن النظام يعتمد على الكاميرات المحيطة لتتبع حركة المستخدم وموقعه.
تطبيقات الواقع الافتراضي المتراكم:
هناك العديد من التطبيقات والاستخدامات المحتملة لتقنية الواقع الافتراضي المتراكم في مجالات متنوعة، منها:
- التسوق: حيث يمكن للمستخدمين تجربة المنتجات افتراضياً في البيئة المحيطة بهم كما لو كانت حقيقية.
- الترفيه: خلق تجارب ترفيهية تفاعلية أكثر إثارة بدمج عناصر افتراضية في الأماكن العامة.
- التعليم: إمكانية إضافة نماذج تعليمية ثلاثية الأبعاد تفاعلية في بيئة المتعلم الحقيقية.
- تصميم المنتجات: سيتيح للمصممين اختبار تصاميمهم بشكل افتراضي كما لو كانت موجودة في العالم الحقيقي، مما يساعد على تحسين التصميم وفحصه من جميع الزوايا قبل إنتاجه.
- السياحة: يمكن للسياح زيارة الأماكن الأثرية والتاريخية افتراضياً والتفاعل معها، مما يوفر تجربة سياحية غامرة.
- العقارات: عرض نماذج افتراضية للمباني والشقق في المواقع الحقيقية لتسهيل عملية اختيار العملاء لها قبل الشراء.
- الطب: استخدام نماذج تشريحية ثلاثية الأبعاد تفاعلية لمساعدة الأطباء والطلاب على التدريب والتعلم.
والكثير من التطبيقات الأخرى في مجالات متنوعة، حيث تفتح تقنية الواقع الافتراضي المتراكم آفاقاً واسعة ومثيرة للخيال في المستقبل القريب، وستغير بلا شك طريقة تفاعلنا مع التقنيات الرقمية الناشئة.
خلاصة:
يمثل الواقع الافتراضي المتراكم نقلة نوعية في تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، من خلال دمج العالمين الافتراضي والحقيقي بشكل سلس وواقعي، مستفيداً من البيانات والصور الملتقطة من البيئة المحيطة بالمستخدم في الوقت الحقيقي. وستفتح هذه التقنية آفاقاً جديدة في مجالات متنوعة مثل التعليم والتجارة الإلكترونية والترفيه التفاعلي.
المصادر:
1- https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fnbeh.2018.00036/full
3- https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/29559900/