تقنية ديب فيك (Deepfake) هي تقنية حديثة تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو مفبركة بشكل متقن. وتعتمد تقنية الديب فيك على تعلم الآلة وتدريبها على تحليل الملامح الوجهية والحركات والأصوات، وبناء نماذج ثلاثية الأبعاد للشخصيات والوجوه وتطبيقها على الفيديو. ورغم أن هذه التقنية تستخدم في الفنون والترفيه والإعلان والسياسة، إلا أنها تثير الكثير من القلق والاهتمام من قبل الجمهور، حيث يمكن استخدامها في إنشاء مقاطع فيديو مفبركة لإثارة الفتنة والتلاعب بالرأي العام، وتشويه صورة الأشخاص العامة.
في هذا المقال، سنتحدث بشكل مفصل عن تقنية الديب فيك، وكيفية عملها، والمخاطر والآفاق المتعلقة بهذه التقنية.
كيف تعمل تقنية ديب فيك؟
تعتمد تقنية الديب فيك على استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو مفبركة بشكل متقن. وتبدأ هذه العملية بجمع مقاطع فيديو للشخص الذي يتم إنشاء فيديو مفبرك له، والتقاط العديد من الصور لوجهه من زوايا مختلفة. ويتم استخدام هذه البيانات لتدريب نموذج ثلاثي الأبعاد للشخصية باستخدام تقنيات التعلم العميق.
ومن ثم يتم استخدام هذا النموذج لإنشاء فيديو مفبرك، عن طريق وضع الوجه المفترض على وجه الممثل الحقيقي في الفيديو، وتعديله ليتناسب مع حركات الفم والعينين والحركات الأخرى في الفيديو الأصلي. ويمكن أيضا استخدام التعلم العميق لإنشاء صوت مشابه للشخص الحقيقي، مما يزيد من واقعية الفيديو المفبرك.
المخاطر المتعلقة بتقنية ديب فيك:
تثير تقنية الديب فيك الكثير من القلق والاهتمام من قبل الجمهور، حيث يمكن استخدامها في إنشاء مقاطع فيديو مفبركة لإثارة الفتنة والتلاعب بالرأي العام، وتشويه صورة الأشخاص العامة. ولذلك، يتطلب الحد من استخدام هذه التقنية وتقييدها بضوابط وقواعد صارمة، ودعم تطوير تقنيات الكشف عن الفيديوهات المزيفة والتلاعب بها.
في السنوات الأخيرة، شهد العالم حالات عديدة لاستخدام تقنية الديب فيك في السياسة والانتخابات، حيث تم استخدامها لإنشاء مقاطع فيديو مفبركة للمرشحين السياسيين بهدف تشويه صورتهم وتأثير نتائج الانتخابات. كما يمكن استخدام تقنية الديب فيك في الجرائم الجنائية، حيث يمكن إنشاء مقاطع فيديو مفبركة لتورط أشخاص بجرائم هم لم يرتكبوها، وبالتالي تعريضهم للظلم والتشهير العلني.
تحديات تقنية الديب فيك:
تواجه تقنية الديب فيك العديد من التحديات، بما في ذلك الحاجة إلى بيانات ضخمة ومتنوعة لتدريب النماذج الثلاثية الأبعاد، والحاجة إلى تطوير تقنيات الكشف عن الفيديوهات المزيفة والتلاعب بها، والحاجة إلى إنشاء قواعد وضوابط صارمة لاستخدام هذه التقنية.
الآفاق المستقبلية لتقنية الديب فيك:
تتوقع الكثير من الجهات المعنية بالتقنية والأمن السيبراني أن تتطور تقنية الديب فيك في المستقبل، ويمكن استخدامها في مجالات عديدة، بما في ذلك الألعاب والترفيه والإعلان والتعليم والطب. كما يمكن استخدام تقنية الديب فيك في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي، حيث يمكن إنشاء روبوتات تشبه البشر بشكل كبير وتستخدم في العديد من المجالات.
خلاصة:
تقنية ديب فيك هي تقنية حديثة تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو مفبركة بشكل متقن، وتعتمد على تعلم الآلة وتدريبها على تحليل الملامح الوجهية والحركات والأصوات. وتثير هذه التقنية الكثير من القلق والاهتمام من قبل الجمهور، حيث يمكن استخدامها في التلاعب بالرأي العام وتشويه صورة الأشخاص. ولذلك، يتطلب الحد من استخدام هذه التقنية وتقييدها بضوابط وقواعد صارمة ودعم تطوير تقنيات الكشف عن الفيديوهات المزيفة والتلاعب بها. ومن المتؤكد أن تقنية الديب فيك تواجه العديد من التحديات والمخاطر، ويتطلب استخدامها بحذر وتوخي الحذر في التعامل معها. ومن أجل ذلك، يجب تطوير تقنيات الكشف عن الفيديوهات المزيفة والتلاعب بها، وضمان وجود ضوابط وقواعد صارمة لاستخدام هذه التقنية في المجالات المختلفة.
وفي النهاية، يجب على الجمهور والمستخدمين الحذر من الفيديوهات المفبركة والتحقق من مصدرها قبل الاعتماد عليها، والتوعية بمخاطر هذه التقنية وكيفية حماية البيانات الشخصية والخصوصية في هذا العصر الرقمي المتطور. ومن خلال توعية المجتمع وتطوير التقنيات اللازمة، يمكن استخدام تقنية الديب فيك بشكل إيجابي وفعال في المجالات المختلفة.
المصادر:
2- https://edition.cnn.com/interactive/2019/01/business/pentagons-race-against-deepfakes/
3- https://www.businessinsider.com/guides/tech/what-is-deepfake
4- https://penntoday.upenn.edu/news/what-deepfake-porn-and-why-it-thriving-age-ai