أخر الاخبار

أخطاء الذكاء الاصطناعي في مكافحة الهجمات السيبرانية: سلبيات الاعتماد الكامل عليه


تعتبر تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي من الحلول المبتكرة التي يمكن استخدامها في مكافحة الهجمات السيبرانية. ومع ذلك، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني يمثل تحدياً كبيراً، حيث قد يقع الذكاء الاصطناعي في بعض الأخطاء التي يمكن أن تؤثر على كفاءة الحماية.

أحد الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الذكاء الاصطناعي في مكافحة الهجمات السيبرانية هو التعرف على السلوكيات الطبيعية والغير طبيعية بشكل غير صحيح. فقد يعتبر الذكاء الاصطناعي سلوكيات طبيعية كسلوكيات هجومية، وبالعكس، مما يؤدي إلى عدم الكشف عن الهجمات السيبرانية الجديدة والمتطورة.

كما يمكن أن يقع الذكاء الاصطناعي في أخطاء في تحليل البيانات، حيث قد يتعذر عليه التعرف على البيانات الهامة والتحليل الصحيح لها. كما يمكن أن يؤدي الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في مكافحة الهجمات السيبرانية إلى تجاهل العوامل الإنسانية المهمة في تحليل البيانات، مثل السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في مكافحة الهجمات السيبرانية يمكن أن يؤدي إلى تجاهل الجوانب الأخلاقية والقانونية للأمن السيبراني. فقد يتعذر على الذكاء الاصطناعي التعرف على السياق الأخلاقي والقانوني للهجمات السيبرانية، مما يجعله غير قادر على اتخاذ القرارات الصحيحة والملائمة لمكافحة هذه الهجمات.

ومن أجل تجنب هذه الأخطاء والسلبيات، يجب عدم الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في مكافحة الهجمات السيبرانية، ويجب دمج التقنيات الحديثة مع التدخل الإنساني لتحقيق الحماية الأمثل. فالإنسان يمكنه التعامل مع العوامل الإنسانية والأخلاقية والقانونية التي قد يتعذر على الذكاء الاصطناعي التعامل معها، كما يمكنه التفاعل مع البيانات المعقدة والتحليل الشامل لها.

ومن الأمثلة الواقعية للأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الذكاء الاصطناعي في مكافحة الهجمات السيبرانية، هي حادثة تسرب بيانات شركة إكسبيريان، حيث فشل الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الهجوم السيبراني والتعامل معه بشكل فعال، مما أدى إلى تسرب بيانات شخصية لملايين المستخدمين.

حادثة تسرب بيانات شركة إكسبيريان (Equifax) وقعت في عام 2017 وكانت واحدة من أكبر حوادث تسرب البيانات في التاريخ، حيث تم اختراق نظام الشركة وسرقة بيانات شخصية لملايين الأفراد. وقد تم تسريب أسماء العملاء وأرقام الضمان الاجتماعي وتواريخ الميلاد وعناوين البريد الإلكتروني والعناوين الجغرافية وأرقام بطاقات الائتمان والمعلومات الشخصية الأخرى ، ووفقاً لتقارير، فإن الحادثة نجمت عن ثغرة في برنامج Apache Struts الذي تستخدمه شركة إكسبيريان، والتي لم تتم معالجتها بشكل صحيح. ويشتبه في أن الهجوم السيبراني قد تم تنفيذه من قبل قراصنة معلوماتية تابعين لدولة أجنبية.

وقد أثارت هذه الحادثة تساؤلات كثيرة حول قدرة الشركات والمؤسسات على حماية البيانات الشخصية للأفراد، وكذلك حول الأساليب والتقنيات التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي لمكافحة الهجمات السيبرانية. وتعد هذه الحادثة واحدة من الأمثلة الواقعية التي توضح أهمية الحماية الأمنية للبيانات الشخصية وضرورة دمج التقنيات الحديثة مع التدخل الإنساني لتحقيق الحماية الأمثل.

وبالتالي، فإن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في مكافحة الهجمات السيبرانية يجب أن يكون مدعوماً بالتدخل الإنساني والتحليل الشامل للبيانات، حتى يتم تفادي الأخطاء وتحقيق الحماية الأمثل. ولا شك أن التطورات المستقبلية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي ستساعد في تحسين الأمن السيبراني، إلا أن الاعتماد الكامل عليها يجب أن يكون مدعوماً بالتدخل الإنساني والتحليل الشامل للبيانات.

المصادر:

- https://www.mitre.org/publications/white-papers/using-artificial-intelligence-to-enhance-cybersecurity

- https://www.carnegie.org/topics/topic-articles/cybersecurity/

- https://www.nist.gov/topics/cybersecurity

- https://www.ibm.com/security/data-breach

- https://www.pwc.com/us/en/services/consulting/cybersecurity/library/artificial-intelligence-cybersecurity.html

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-